2012م الاسوا فى تاريخ الفن السودانى

يعتبر العام الحالى 2012م هو الاسوا فى تاريخ فى الفن السودانى على مر
السنون.ويحق ان يطلق عليه عام الفواجع لاننا فقدنا فيه الكثير من مبدعينا الذين
عطروا دنيانا بالحانهم واصواتهم الشجية..وكلهم ذهبوا عنا فى هدوء تام ولكنهم
تركوا مساحات كبيرة ويصعب ان تملا ثانيا بعدهم لانهم كانوا متفردين فى كل شيئ
وقد كانوا كذلك بمثابة الهام للكثير من الفنانين الموجودون الان فى الساحة.ولكن
الاسوا والمفجع بكثير من هذا كله هو ان الحكومة بكل اسف لم تعطيهم حق الرعاية
الكافية ومنهم ما يزال يعانى من المرض والوهن دون ان يجد من يمد له يد العون
والامثلة لا حصر لها ولكنى ساقف عند من فنوا وذهبوا فى هذا العام وعلى راسهم
الموسيقار محمد وردى. والعندليب زيدان ابراهيم. وبلوم الجزيرة الامين عبدالغفار.
ومنهم من هو حتى هذه اللحظة طريح الفراش وهو الفنان الشاب محمود عبدالعزيز
شفاه الله وعافاه..وبالامس القريب افتقدنا ملك الطنبور الفنان العملاق محمد كرم الله
وما زلنا نفتقد الصوت الحنين والدافئ والذى ما يزال يعانى من مرضه دون ان يجد
اي رعاية تذكر الفنان الشعبي المتفرد عبدالوهاب الصادق الذى فقد صوته دون سابق
انذار وحتى بدونه..وقد فجعنا كذلك بوفاة الدبلوماسي والاديب والشاعر الفحل سيد
احمدالحردلو الذى رحل قبل ثلاثة ايام ونيف..وما تزال القائمة حبلى بالكثير من
الاسماء اللامعة والذين ينتظرون من يقف معهم وعلى راسهم الشاعر الكبير محمد
على ابوقطاطى مع تمنياتنا له بعاجل الشفاء..وكنت قد قرات خبرا مفاده ان الفنان
السورى جورج وسوف نقل بطائرة خاصة وعلى نفقة الحكومة الى لندن لتلقى
العلاج.ولكن عندنا يكون الاسف والموت الرحيم وكان الحكومة لا تريد لهذا الجيل
من المبدعين ان يكونوا على قيد الحياة حتى يذهبوا بما لديهم دون ان ترعاهم و
تعينهم فى مشوارهم الفنى او حتى العلاجى..فهل هكذا هو مفهومنا فى عالم الفن
دون النظر الى المستقبل وما يتطلبه من المحافظة على هؤلاء المبدعين..نتمنى
ان تنتبه حكومتنا لمن تبقى منهم وان تاخذ بيدهم والا تعتبرهم متمردون عليها ولكنهم
يحاربونها بكلماتهم واصواتهم الجميلة..ورحم الله من فارقنا والشفاء للمرضى منهم
وعلى راسهم الفنان محمود عبدالعزيز مع تمنياتنا له بعاجل الشفاء...امين يا رب
العالمين.