الهجرة من الريف الى الحضر

تزايدت فى السنوات الماضية وحتى اليوم الهجرة العكسية من الريف الى الحضر
او البندر ان جاز التعبير0 وقد ترتبت على ذلك نتائج سلبية كثيرة ومن بينها التاقلم
مع مكونات البيئة التى سوف يصبح هو جزءا منها وزد على ذلك متطلبات الحياة اليومية
والفوارق الكبيرة فى ما بينهما0 وهناك حالات كثر لا تحصى ولا تعد وهى اصبحت
تنشد العودة الى الموطن الاول وهى تعيش ما بين تجازبات الخيارات المرة وما بين هذا
وتلك فان الحلول قد اصبحت بالمستعصية وان اختلفت تفاصليها0 اذن ما المطلوب و
ما هو الشيئ الذى يقينا شر الوقوع فى مثل هذه الافخاخ المهلكة والمكلفة لكثير من
الناس مع العلم ان كثيرين ممن ذهبوا وتركوا ديارهم فى القرى هم اناس بسيطون
ولا يكاد الواحد منهم يملك قوت يومه بالكامل ولكنها العدوى او لنقل التشبه بالغير
ولماذا لا نصبح مثلهم دون الالمام بمقدرات الاخر وما يملكه لذلك الشيئ وما قام
به لكى يتفادى مثل هذه المشاكل الملحة0 وقد حكى لى نفر من الناس بقصص لا
تصدق عن اسر كانت تعيش فى يسر من امرها ولا باس بهم0 ولكنها عندما ذهبت
الى العاصمة اصبح وضعهم مختلفا تماما لدرجة صارت الام تعمل فى بيوت الغير
وهى فى الماضى كانت تجلب من يعمل لها فى بيتها0 وكذلك البنات اصبحن يعملن
فى اشغال لا يعلم حتى اهلها عن طبيعتها فهل هذا هو الرحيل المنشود الذى صار
يتطلع اليه الكثير من اهلنا فى القرى وهم يهللون اليه0 وما العيب فى ان يكون
الانسان راض عن وضعه الذى قسمه الله اليه فى تلك الحياة ويكون مقتنعا به وذلك
حفاظا على ماء الوجوه بدلا من الممرطة وتعريض الابناء الى ما لا يحمد عقباه
وان اختلفت الظروف0 لا بد من مراجعة كل خطوة فى هذا الامر قبل الاقدام على
مثل هذا الشيئ0 وكان الله فى عون الجميع انه المستعان وهو من وراء القصد0