بترول الجنوب وتماسيح الانقاذ

لم يكن قرار حكومة الجنوب لوقف تصدير بترولها عبر الشمال امرا
محبذ لتماسيح الانقاذ الذين تعودوا على الربح السريع وقد كان وقع هذا
القرار عليهم كالصاعقة لانهم لا يريدون ان تتوقف مصالحهم معه ولا
سيما شركاتهم التى ما فتئت تنهب وتسرق فى اموال هذا الشعب المسكين
ولعل ارتفاع اصواتهم فى مفاوضات اديس ما هو الا نتيجة وردة فعل
لم تكن متوقعة فى حساباتهم0 ولكن خير ما فعلت حكومة الجنوب فى
ذلك الامر لانها تعلم جيدا مكائد ونوايا رفاقهم السابقين وخبثها0 ونقول
لهم لا تتنازلوا عن بترولكم مهما كانت النتائج ولا تدعوه لهم لقمة سائقة
فكفى ما اكلوه من قبل وابحثوا لكم عن مكان اخر تصدرون به بترولكم
فنحن بكل حق لم نستفيد من هذا البترول المشئوم ومنذ ان خرج من باطن
الارض فاننا لم نجنى منه سوى التعب والمشاكل التى تزيد فى شدتها يوما
بعد يوم ما عدا حرامية هذا النظام واذنابه الذين بين يوم وليلة اصبحوا من
اصحاب الثروات وصاروا يتكلمون بالارقام وكل ذلك من عائدات هذا
الاخير0 وعلى الانقاذ ان تبحث لها عن موارد اخرى حتى تخرج بها
البلد من هذه الضائقة المالية المستفحلة وعليها ان تقوم بتاهيل المشاريع
التى قتلتها سابقا وجعلت النفط بديلا لها وان تترك المكابرة واخذ اموال
الغير بالباطل وعليها ان تعود الى رشدها وتعتذر لاهل الجزيرة علانية
لما قامت به وما فعلته فى مشروعهم العظيم الذى بتدميره اصبح كل البلد
الان كسيحا بلا حراك وهو يستغيث بالاخير ولكن دون فائدة0 وكما ذكرت
هذا من قبل فانه لن ينصلح حال بلادنا الا بالرجوع الى هذا العملاق وضخ
الدماء الجديدة فى شرايينه فساعتها سوف تظهر الحقيقة التى لم تولى الانقاذ
لها فى يوما ما شيئا من الاهتمام0 لان الزراعة اليوم اصبحت هى البترول
الحقيقى الذى لا يقدر بثمن وذلك لما يعانيه العالم من نقص حاد فى الموارد
الغذائية0 ولتترك حكومتنا الجنوب وشانه بدلا من الجرى وراء الرهاب
ويا ليتها تنفع النصائح لانهم لم يستفيدوا من عائداته سابقا وتسخيرها فى تنمية
المشارع الزراعية0 فهاهى لحظة المحاسبة قد اتت فهل ما زالت الانقاذ
تتبله عليها ويحسبون انفسهم انهم قادرين على الخروج من هذه الظروف
الاقتصادية بمناى عن الرجوع الى مواردنا الزراعية مستحيل تحقيق ذلك0
وكان الله فى عون البلاد وشعبها انه المستعان وهو من وراء القصد0