وعام اخر من العمر يمضي

لم تتبقى الا ساعات قليلة ويودعنا فيها عام 2011 م بلا عودة وقد يذهب بحلوه ومره
وما خلفه من احداث على جميع الاصعدة الشخصية منها والعامة0 وقد كان حافلا بها
ففى ذلك العام المنصرم كان الربيع العربى اكثر ما تميز به ففيه ازيلت الكثير من الانظمة
الشمولية التى حكمت شعبها بقبضة من حديد ردحا من الزمن حتى ظننا بانهم سوف
يلقوا حتفهم وهم جالسين على كراسى الحكم ولكن كلمة الله كانت هى العليا وقد دقت
الاجراس فى ضمائر الشعوب الحرة التى عانت من حكمهم ما امر من العلقم0 وكان بطل
ذلك العام وهذه الثورات بلا منازع هو الشاب التونسى محمد البوعزيزى الذى وهب نفسه
من اجل ان يعيش الاخرون حياة حرة وكريمة وبالفعل كان هو بمثابة الشرارة الاولى التى حركت ساكن الامم وجعلتها تقول لا للاضطهاد ولا للاستعباد والويل لكل حاكم دكتاتورى0 وبعد بدات الاطاحات تتوالى فبعد ذهاب بن على كان مبارك ومن ثم قتل اكبرالطغاة على
وجه الارض وهو ذلك المارق الذى يدعى القذافى وغير ماسوف عليه0 والى الان ما تزال
بعض الانظمة تبارح مكانها وان النصر سوف يكون حليفهم باذن الله سواءا فى اليمن
او سوريا التى ما تزال الدماء فيها تهدر فى كل مكان وهذا ان دل فانما يدل على ما
وصل اليه حال حكامنا من الجشع والانانية التى عمت ابصارهم وجعلتهم يذبحون فى شعوبهم
بلا رحمة وكانهم قطيع من الماعز0 بينما يغض النظام طرفه عن هضبة الجولان التى
تحتلها اسرائيل منذ عشرات السنين لكن هكذا هى حال كل مستبد وطاغية0 وقد شهدنا
كذلك فى هذا العام الكثير من الاحداث ولا يسع المكان هنا لذكرها اللهم غير اننا سوف
نحتفل فى السودان باستقلالنا الكسيح الذى لم يقدم لنا ولا لبلادنا غير الحروب والشتات
والى الان ما زال السودان فى ذيل الدول الاقل نموا بينما يمتلك الكثير من المقومات التى
تجعله فى مقدمة الدول المتطورة والناهضة والفعالة فى محيطها المحلى والدولى0 ولكن
بكل اسف فساستنا ما يزالون فى وادى اخر ولم نسمع منهم غير الكذب والنفاق وهم
ينهبون ويسرقون فى كل ما يقع فى اعينهم بلا هوادة تاركين لشعبهم العوز والمرض
والجهل وهم متنعمين بخيره لوحدهم0 فكيف اذن يتقدم ويتطور البلد ما دام يوجد فيه
من شاكلة هؤلاء الذين يتلاعبون باسم الدين كلما وجد واحد منهم وزارة او منصبا وهو
لا يفكر فى غير نفسه0 كيف نتقدم على غيرنا ونحن نفتح فى الجرح الواحد تلو الاخر
حتى ينشغل الشعب بها ومن ثم نقول عليهم انهم متامرون وخونة0 واذا ما استمر الحال
على ما هو عليه فلا امل يرجى فى هذا العام الجديد بل سوف تتضاعف المعاناة على
شعبنا الصامت كالابله وهو لا يتحرك من مكانه وكانما هذه الثورات التى تدور من حوله
لم يسمع بها ولا يعرفها0
وختاما اقول عاما مضى واخر على الابواب وكم كنا نتمنى فيه ان نرى سوداننا موحدا
وقويا وشعبه فى رغد من العيش ووطن يسع الجميع لا شمالى فيه ولا جنوبى كلنا
سودانيون0 وعلى كل حال ما زال الامل باقيا ما دام الكل يسعى من اجل سعادة نفسه
وما دمنا على قيد الحياة0 ونسال الله ان يكون هذا العام عام سلام وامن ومحبة فى كل ارجاء
الدنيا وعلى وجه الخصوص السودان وان يعم السلام فى ولايتي النيل الازرق وحنوب كردفان وان تدب العافية فى جسد شعبنا ويقوم هو الاخر بثورته المجيدة حتى يقتلع هؤلاء المنافقون من جذورهم انه المستعان وهو من وراء القصد0