منتديات ودربيعه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

::::مابين شوقى ::: وابن زيدون :::

اذهب الى الأسفل

::::مابين شوقى ::: وابن زيدون ::: Empty ::::مابين شوقى ::: وابن زيدون :::

مُساهمة  qussai الأربعاء نوفمبر 02, 2011 6:23 pm


نبذة عن ابن زيدون ::: وهو أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن زيدون المخزومي الأندلسي القرطبي القرشي ، ولد عام 494 ه :::1003 م ينتمي إلى قبيلة مخزوم القرشية ، نشأ في بيت حسب ونسب ، الأب ثري صاحب أموال وشرف ومكانة ، ويعمل بالقضاء والفقه ، اهتم بابنه ابن زيدون فأحضر له الأدباء والمٌثقِيفين ، وعندما توفي كان ابن زيدون في الحادية عشرة من عمره ، وانكب بعدها ينهل من المعارف والعلوم حتى أصبح واحدا من أشهر الشعراء العرب وعاشق ولادة بنت المستكفى وهى ولادة بنت محمد بن عبد الرحمن الخليفة "المستكفي بالله " أشهر نساء الأندلس ، وإحدى الأميرات من بني أمية ، جميلة شقراء فاتنة ، ذكية ، شاعرة ، متحررة ، رفعت الحجاب للمرة الأولى في تاريخ الأندلس ، كانت بعد موت أبيها تقيم ندوة في منزلها يحضرها الشعراء والأدباء ومنهم ابن زيدون ، فبادلته حبا بحب ، وهياما بهيام ، واحترقا بنار الحب والغرام ... وعاشا حياة محمومة بالحب والغيرة والمؤامرات .

إن قصة حب ولادة وابن زيدون واحدة من أجمل قصص الحب والغرام في تاريخ الأندلس وفي تاريخ الأدب العربي بصفة عامة ، ولولا هذا الحب ما وصل إلينا هذا الشعر الجميل لابن زيدون ولولادة . في حدائق مدينة قرطبة الأندلسية بدأ اللقاء الأول بين ابن زيدون وولادة .... هو في ميعة الشباب ، وهي أُنثى رائعة الجمال ،
تحت ظلال الأشجار الوارفة ، كانا يتساقيان كؤوس الحب , وسبب اختلافهما وردت فيه عدة روايات منها انها ظنته يغازل جاريتها وقيل هو نقده لبيت ولادة ،سقى الله أرضا قد غدت لك منزلا بكل سكوب هاطل الوبل مغدق , ففسره انه دعاء عليه وليس له
وهنا اصطدمت ذات ولادة الشاعرية المتضخمة بذات ابن زيدون الناقدة وحدثت القطيعة .
وإن كان هناك من يرى أن القطيعة سببها انضمام ابن زيدون لحركة "الجهاورة" المعادية لبني أمية وهي بنت خليفة أموي . ولم تنتظر ولادة كثيرا فقد اختارت الوزير ابن عبدوس ليكون العاشق الجديد الكريه نكاية بابن زيدون الذي اعتدى على سلطانها الأدبي ، ونظر إلى امرأة أخرى كما تعتقد ، حاول ابن زيدون عبثا تقديم اعتذرات تلو الأخرى ليستعيد حبه الضائع بلاجدوى ، وما سمعت ولادة له ،حيث نجح ابن عبدوس وأعوانه في تدبير مؤامرة ضد ابن زيدون لإبعاده عن طريق ولادة وبعد مدة قدم ابن زيدون إلى المحاكمة وحكم عليه بالسجن .. ومن داخل سجنه راح ابن زيدون يئن ويتعذب ، ويكتب الكثير من القصائد الخالدة عن حبه الذي كان ، ولكن ولادة كانت قد أصمت الأذن وأغلقت مزاليج القلب حينما دلت قصائد ابن زيدون على إخلاصه لحبه ولولادة ، فإنها بالتالي دلت على طبيعة ولادة العابثة اللاهية التي تتساقى كؤوس الهوى مع ابن عبدوس بينما الحبيب وراء القضبان يعاني الظلم والإنقهار والوحدة والإنتظار ..
ويهرب ابن زيدون من سجنه ويعفو عنه الخليفة ويحاول استعادة حب ولادة برقيق الشعر وعذب القول علها ترق وتعود لأيام الحب الأول فيرسل لها (ابن زيدون ) قصيدته الشهيرة التي يقول فيها

أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،
وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا
حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ،
حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا
بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرًُ آمينَا
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا؛
وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا،
فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا
يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم،
هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
لم نعتقدْ بعدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ
رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا
ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ
بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا
كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه،
وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا
شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا
نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا،
يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا
حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا، فغَدَتْ
سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا
إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛
وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية ً
قِطَافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا
ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما
كُنْتُمْ لأروَاحِنَ‍ا إلاّ رَياحينَ‍ا
لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛
أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!
وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلاً
مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا
يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به
مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا
وَاسألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا
إلفاً، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟
وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَا
مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا
فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَة ً
مِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا
رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ
مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا
أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوجهُ
مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا
إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّة ً،
تُومُ العُقُودِ، وَأدمتَهُ البُرَى لِينَا
كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته،
بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا
كأنّما أثبتَتْ، في صَحنِ وجنتِهِ،
زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا
ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً،
وَفي المَوَدّة ِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟
يا رَوْضَة ً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا
وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غضّاً، وَنَسْرِينَا
ويَا حياة ً تملّيْنَا، بزهرَتِهَا،
مُنى ً ضروبَاً، ولذّاتٍ أفانينَا
ويَا نعِيماً خطرْنَا، مِنْ غَضارَتِهِ،
في وَشْيِ نُعْمَى ، سحَبنا ذَيلَه حينَا
لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ً؛
وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا
إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَة ٍ،
فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا
يا جنّة َ الخلدِ أُبدِلنا، بسدرَتِها
والكوثرِ العذبِ، زقّوماً وغسلينَا
كأنّنَا لم نبِتْ، والوصلُ ثالثُنَا،
وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا
إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ
في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا
سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا،
حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا
لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ
عنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا
إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاً
مَكتوبَة ً، وَأخَذْنَا الصّبرَ يكفينا
أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ
شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا
لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ
سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا
وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ،
لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا
نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ، مُشَعْشَعَة ً،
فِينا الشَّمُولُ، وغنَّانَا مُغنّينَا
لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا
سِيّما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا
دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظة ً،
فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا
فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا
وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا
وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه،
بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا
أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً،
فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا
وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِ
بيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولينَا
إليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ
صَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا

لقد تمكنت ولادة من ابن زيدون حتى بعد هجرانها له فقد فجرت به طاقات شعرية هائلة أغنت تراثنا الشعري ، فلقد أحب وتعذب وعانى من أجل حب ضائع وما تمكن من استعادته حتى آخر لحظة من عمره وقد نكل به الوزير أنذاك واوشا به عند االخليفة المستكفي فأمر الخليفة بسجنه إلى الموت وبعد اربعون عام قضاها ابن زيدون في السجن تمكن من الهروب من السجن وقد وصل الخبر إلى مسمع الخليفة انذاك وقد عفا عنه بحجه أنه قد كبر في السن . واين ذهب ابن زيدون بعد هروبه من السجن . فلقد توجه إلى الحديقة المشهورة التي كان يجالس بها محبوبته ولادة وقد علمت ولادة أن عشيقها ابن زيدون قد هرب من السجن وسرعان ما هتف قلبها بانه هناك في الحديقة ينتظرها وسرعان ما توجهت ولادة الى الحديقة وقابلت عشيقها ابن زيدون وحضنته بقوة وفارقا الحياه معا عن اقوى قصة حب عرفها التاريخ , شغف كثيرون بمعارضة نونية ابن زيدون , ولكنها ظلت سامقة في مكانها الرفيع يحاك حولها الأساطير " ماحفظها أحد إلا مات غريبا " ولهج كثيرون بها ..ونقرأها فنهتز طربا , ونقرأ محاولات معارضاتها فنجد البون شاسعا . إلا قصيدة شوقي شاعرمصر الغريب الذي يعارض , ويعتز , ويحن .فما أشبه اليوم بالبارحة يوم أن نفى أمير الشعراء احمد شوقى الى اسبانيا ذات المكان وحينما استقر فى منفاه في وطن من تاريخه , ولغته . ومع صداقة من آثار أجداده .. استطاع أن يشاهد الآثار العربية , والمجد العربي . فأحس بالزهد لأنه شاعر يرى في شاعريته ديباجة البحتري في المشرق وفي منفاه قصة ابن زيدون في الأندلس فأنس لها ..وتغنى بموسيقاها وزنا وقافية , فإذا به يبعث هذا الشاعر من جديد ليغني للعالم العربي آنذاك بنونية تشاكل نونية ابن زيدون , فما ا أشبه الليلة بالبارحة إن بلبل النيل الصادح في غير أيكه , وخمائل النيل تهتز شوقا لبلبله , وإذا كانت الحبيبة التي هزّت مشاعر ابن زيدون هي ولادة , فإن الذي هزّ مشاعر شوقي هي بلده .. وطنه وأسرته , يوم أن رأى طائرا بوادي الطلح { بإشبيلية } فيخلع عليه من ذات نفسه , ويرى فيه ذاته , تخيله غريبا مثله يقاسي الآم البعد عن الوطن والصحاب فهاهى مشاكله عاطفية بين الطائر , وبلبل مصر , فكلاهما يعرف الآخر , كلاهما حُرِم متعة السمر مع الصديق , واستبدل بها سهما قاتلا .وسكينا قاطعا , ثم يكثف هذه الآلآم في حكمة (إن المصائب يجمعن المصابينا ) يخاطب بها الفكر , ثم يعود سريعا إلى مشاعر النفس فيعرضها " تحنانا وظمأ , وادكارا , . ليقرر أن ألم النفس أقسى من ألم الجسم : فيرسل شوقي تحياته ملتهبة كالبرق , حائرة كالزفرات , تحية يحدوها رسول الشوق والوله , وتحيط بها هالات النور , مواكب تتحرك إلى رياض بلاده وتهتف بخمائله , وتنزل طلا على رياضه , صور مشرقة تتوالى في تناسق , وإشراق ثم تذوى فجأة ولكن في إبداع فني : وكيف لاتكون صور باهتة , وهي صورة الديار بها وحشة الفراق ورؤية المغاني لم يؤنسها أحد ؟ ! هذا الوفاء نجده من شوقى لمرابع صباه واعتزازاً منه بنفسه وزهوا بمكانته بين مواطنيه وهو بواد الطلح يخاطب هذا الطائر الغريب

يـا نـائـح ( الطـلـح ) أشـبـاه عواديـنـا
نشـجـى لـواديـك أم نـأسـى لواديـنـا ؟
مـــاذا تـقــص علـيـنـا غـيــر أن يــــدا
قصـت جنـاحـك جـالـت فــى حواشيـنـا
رمـى بنـا البـيـن أيـكـا غـيـر سامـرنـا
أخــا الغـريـب : وظـــلا غـيــر نـاديـنـا
كـل رمتـه النـوى ريــش الـفـراق لـنـا
سهمـاً ، وســل علـيـك البـيـن سكيـنـا
إذا دعـا الشـوق لــم نـبـرح بمنـصـدع
مــــن الـجـنـاحـيـن عـــــي لا يـلـبـيـنـا
فـإن يـك الجنـس يابـن الطـلـح فرقـنـا
إن المـصـائـب يـجـمـعـن المصـابـيـنـا
لـــم تـــأل مـــاءك تحـنـانـا ولا ظـلـمـاً
ولا أدكــــارا ، ولا شــجـــوا أفـانـيـنــا
تـجــر مـــن فـنــن سـاقــا إلـــى فـنــن
وتـسـحـب الـــذى تـرتــاد المـؤاسـيـنـا
أســاة جسـمـك شـتـى حـيـن تطلـبـهـم
فـمــن لـروحــك بالـنـطـس المـداويـنـا
آهـــالــنــا نــازحــى إيــــك بـأنـدلــس
وإن حـلـلـنـا رفـيـفــاً مــــن روابـيـنــا
رسـم وقفنـا علـى رســم الـوفـاء لــه
اجـيـش بـالـدمـع ، والإجـــلال يثنـيـنـا
لـفـتـيــه لا تــنـــال الأرض أدمـعــهــم
ولا مــفـــارقـــهـــم إلا مــصــلــيـــنـــا
لــو لــم يـسـودا بـديــن فـيــه منـبـهـة
للـنـاس كـانــت لـهــم أخـلاقـهـم ديـنــا
لــم نـسـر مــن حــرم إلا إلـــى حـــرم
كالخمـر مـن (بابـل) سـارت (لدارينـا)
لـمـا نـبـا الخـلـد نـابـت عـنـه نسخـتـه
تمـاثـل الــورد (خيـريـا) و (نسـريـنـا)
نسـقـى ثـراهـم ثـنـاء ، كـلـمـا نـثــرت
دمـوعـنــا نـظـمــت مـنـهــا مـراثـيـنــا
كــــادت عــيــون قـوافـيـنــا تـحــركــه
وكـدن يوقظـن فـى التـرب السلاطيـنـا
لكـن مصـر وإن أغـضـت عـلـى مـقـة
عـيـن مــن الخـلـد بالكـافـور تسقـيـنـا
عــلــى جـوانـبـهــا رفـــــت تـمـانـمـنـا
وحـــول حـافـاتـهـا قــامــت رواقـيـنــا
مــلاعــب مــرحــت فـيــهــا مـآربــنــا
وأربـــــع أنــســـت فـيــهــا أمـانـيــنــا
ومـطـلــع لـسـعــود مــــن أواخــرنـــا
ومــغـــرب لــجـــدود مـــــن أوالـيــنــا
بـنـا فـلــم نـخــل مـــن روح يـراوحـنـا
مـــن بـــر مـصــر وريـحــان يغـاديـنـا
كــأم مـوسـى عـلـى أســم الله تكفلـنـا
وبـاسـمـه ذهـبــت فـــى الـيــم تلقـيـنـا
ومصـر كالكـرم ذى الإحسـان فاكـهـة
لـلـحـاضـريــن وأكــــــواب لـبــاديــنــا
يا سارى البـرق يرمـى عـن جوانحنـا
بـعـد الـهـدوء ويـهـمـى عـــن مآقـيـنـا
لمـا ترقـرق فـى دمـع عــن جوانحـنـا
هــاج البـكـا فخضبـنـا الأرض باكـيـنـا
الـلـيـل يـشـهـد لــــم تـهـتــك ديـاجـيــه
عـلــى نـيــام ولـــم تـهـتــف بسـالـيـنـا
والـنـجـم لـــم يـرنــا إلا عــلــى قــــدم
قـيــام لـيــل الـهــوى للـعـهـد راعـيـنـا
كـزفــرة فـــى سـمــاء الـلـيـل حـائــرة
مـمــا نــــردد فــيــه حــيــن يـضـويـنـا
بالله إن جـبـت ظلـمـاء العـبـاب عـلـى
نـجـانـب الـنــور مـحــدوا ( بجـريـنـا )
تــــرد عــنــك يـــــداه كـــــل عــاديـــة
إنـســاً يـعـثــن فــســاداً أو شيـاطـيـنـا
حـتـى حـوتـك سـمــاء الـنـيـل عـالـيـة
عـلـى الـغـيـوث وإن كـانــت ميامـيـنـا
وأحـرزتـك شـفـوف الــلازورد عـلــى
وشـى الزبـرجـد مــن أفــواف واديـنـا
وحـــازك الـريــف أرجـــاء مــؤرجــه
ربــــت خـمـائــل واهــتــزت بسـاتـيـنـا
فقـف إلـى النيـل وأهتـف فـى خمائلـه
وأنــزل كـمـا نـــزل الـطــل الرياحـيـنـا
وأس مـابــات يـــذوى مـــن مـنـازلـنـا
بالـحـادثـات ويـضــوى مـــن مغانـيـنـا
ويــا معـطـرة الــوادى ســرت سـحـراً
فـطــاب كـــل طـــروح مـــن مرامـيـنـا
ذكـيــة لــذيــل لــــو خـلـنــا غـلالـتـهـا
قميـص يـوسـف لــم نحـسـب مغاليـنـا
اجشمت شوك السرى حتـى أتيـت لنـا
بــالــورد كـتـبــاً وبـالــربــا عـنـاويـنــا
فلـو جزيـنـاك بــالأرواح غالـيـة عــن
طـيـب مـسـراك لــم تنـهـض جوازيـنـا
هـــل مـــن ذويـــك مـسـكــى نـحـمـلـه
غرائـب الـشـوق وشـيـا مــن أماليـنـا
إلــــى الــــذى وجــدنـــا ود غـيــرهــم
دنـيـا وودهـمـو الصـافـى هــو الـديـنـا
يـا مـن نـغـار عليـهـم مــن ضمائـرنـا
ومــن مـصـون هـواهـم فــى تناجيـنـا
نــاب الحنـيـن إليـكـم فـــى خـواطـرنـا
عـــن الـــدلال علـيـكـم فـــى أمـانـيـنـا
جئـنـا الــى الصـبـر نـدعــوه كعـادتـنـا
فـــى النـائـبـات فـلــم يــأخــذ بـأيـديـنـا
ومـــا غلـبـنـا عـلــى دمـــع ولا جــلــد
حـتـى أتتـنـا نـواكــم مـــن صياصـيـنـا
ونـابــغــى كـــــان الـحــشــر آخــــــره
بـمـيـتـنـا فــيـــه ذكــراكـــم وتـحـيـيـنـا
نـطـوى دجــاه بـجـرح مــن فراقـكـمـو
يـكـاد فــى غـلـس الأسـحــار يطـويـنـا
إذا رسـى النـجـم لــم تـرفـأ محاجـرنـا
حـتــى يـــزول ، ولـــم تـهــدأ تراقـيـنـا
بتـنـا نقـاسـى الـدواهـى مــن كواكـبـه
حتـى قعـدنـا بـهـا : حـسـرى تقاسيـنـا
يــبـــدو الـنــهــار فـيـخـفـيـه تـجـلـدنــا
للـشـامـتـتـيـن ويـــأســــوه تـأســيــنــا
سقـيـا لعـهـد كـأكـنـاف الـربــى رفـــة
أنــا ذهـبـنـا وأعـطــاف الـصـبـا لـيـنـا
إذا الــزمــان بــنــا غـيـنــاء زاهــيــة
ـــــرف أوقـاتــنــا فـيــهــا ريـاحـيــنــا
الـوصـل صافـيـة ، والـعـيـش نـاغـيـة
والسـعـد حاشـيـة ، والـدهـر ماشـيـنـا
والشمس تختال فـى العقيـان تحسبهـا
( بلقيـس ) ترفـل فـى وشـى اليمانيـنـا
والـنـيـل يـقـبـل كالـدنـيـا إذا احـتـفـلـت
لـــو كـــان فـيـهـا وفـــاء للمصافـيـنـا
والسعد لو دام ، والنعمى لـو اطـردت
والسيل لـو عـف ، والمقـدار لـو دينـا
ألقـى علـى الأرض حتـى ردهـا ذهـبـا
مــاء لمسـنـا بــه الإكـسـيـر أو طـيـنـا
أعداه من يمنه ( التابوت ) وارتسمت
عـلـى جوانـبـه الأنـــوار مـــن سـيـنـا
لـه مبالـغ مـا فــى الخـلـق مــن كــرم
عــهــد الــكــرام ومـيـثــاق الوفـيـيـنـا
لــم يـجـر للـدهـر اعــذار ولا عـــرس
إلا بــأيــامــنــا أو فــــــــى لـيـالــيــنــا
ولا حـوى السـعـد اطـغـى فــى أعنـتـه
مــنــا جــيــادا ولا أرخـــــي مـيـاديـنــا
نحـن اليواقيـت خـاض النـار جوهرنـا
ولـــميـهــن بـيــد التشـتـيـت غـالـيـنـا
ولا يــحــول لــنــا صــبــغ ولا خــلـــق
اذا تـــلـــون كـالــحــربــاء شـانــيــنــا
لـم تنـزل الشمـس ميزانـا ولا صعـدت
فـى ملكهـا الضـخ عرشـا مثـل وادينـا
ألــــم تــؤلــه عــلــى حـافــاتــه ورأت
عـلـيـه أبـنـاءهـا الـغــر الميـامـيـنـا ؟
إن غازلت شاطئيه فى الضحـي لبسـا
خمـائـل الـسـنـدس المـوشـيـة الغـيـنـا
وبـات كــل مـجـاج الــواد مــن شـجـر
لــوافــظ الــقــز بالـخـيـطـان تـرمـيـنـا
وهـذه الأرض مـن سهـل ومــن جـبـل
قـبـل (القـيـاصـر) دنـاهــا (فراعـيـنـا)
ولـم يـضـع حـجـرا بــان عـلـى حـجـر
فـــى الأرض إلا عـلــي آثـــار بانـيـنـا
كــأن أهــرام مـصـر حـائــط نـهـضـت
بـــه يــــد الــدهــر لا بـنـيــان فـانـيـنـا
إيـوانـه الفـخـم مــن علـيـا مـقـاصـره
يـفـنـي الـمـلـوك ولا يـبـقـي الأوانـيـنـا
كـأنـهــا ورمــــالا حـولـهــا الـتـطـمـت
سـفـيــنــة غـــرقــــت إلا أسـاطــيــنــا
كـأنـهــا تــحــت لألأ الـضـحــى ذهــبــا
كـنـوز (فـرعـون) غطـيـن المـوازيـنـا
أرض الأبـــــوة والـمــيــلاد طـيـبــهــا
مـر الصبـا مــن ذيــول مــن تصابيـنـا
كــانــت مـحـجـلـة ، فـيـهــا مـواقـفـنـا
غـــرا مسلـسـلـة الـمـجـرى قواقـيـنـا
فــــآب مــــن كــــره الأيــــام لاعـبـنــا
وثــاب مـــن سـنــة الأحـــلام لاهـيـنـا
ولــم نـــدع للـيـالـي صـافـيـا ، دعـــت
(بــأن نـعـص فـقـال الـدهــر :آمـيـنـا)
لـو استطعنـا لخضـنـا الـجـو صاعـقـة
والبـر نــار وغــي ،والبـحـر غسليـنـا
سعيـا إلـى مصـر نقضـى حـق ذاكرنـا
فـيـهـا إذا نــســي الــوافــي وبـاكـيـنـا
كـنـز(بـحـلـوان) عــنـــد الله نـطـلــبــه
خـيـرالـودائـع مـــن خـيــر المـؤديـنـا
لــو غــاب كــل عـزيـز عـنــه غيبـتـنـا
لــم يـأتـه الـشـوق إلا مـــن نواحـيـنـا
إذا حـمـلـنـا لـمـصــر أولــــه شـجــنــا
لــم نــدر أي هــوى الأمـيـن شاجـيـنـا
qussai
qussai
عضو مميز
عضو مميز

عدد المساهمات : 51
تاريخ التسجيل : 07/09/2011
الموقع : qussai827@hotmail.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى